كورونا كوفيد19 فيروس حل وانتشر ،لا قارة من القارات تخلو منه ،أظهر ضعف البشرية وكشف زيف تقدم الدول العظمى على دول العالم الثالث المغلوبة على أمرها فى مواجهة هذه الجائحة ،تساوت الإجراءات وردود الافعال بين معظم الدول وسيطر الرعب والخوف وسادت لغة التحذير من تداعيات عدوى الفيروس ،الكل يحاول أن ينتصر ويسيطر ويكتشف المضادات واللقاحات رغم تباين حجم الإمكانات ،الوقت يمضى والمصابون بالفيروس فى تزايد وضحاياه من القتلى بالمئات إن لم يكن بالآلاف .
كان العالم قبل هذا الجائحة قرية واحدة واليوم بعدما حلت البلوى أُغلقت الحدود وتقوقعت كل دولة على ذاتها حفاظا على أمنها وحرصا على تفادى كارثة اعظم ،لا أحد يدرى ماقد يحمله قادم الأيام وماقد تسفر عنه الإجراءات الوطنية والدولية فى مواجهة عدوى هذا الفيروس فقد يتسبب هذا الفيروس فى كارثة إنسانية لا قدر الله فقد يموت الكثيرون مع إرادة الله بالمرض اوبالجوع خاصة فى الدول التى تعتمد فى تموين أسواقها بالمواد الغذائية من الخارج ولاترتبط بالإرض إلا بالإقامة على سطحها والإضرار بالبيئة .
إن المنطق يفرض علينا نحن الموريتانيين – أقصد -فى ظل هذا الوضع الراهن أن نستفيد من تجاربنا التاريخية ومن الأزمات التى تعصف بالشعوب والأمم وأن نتأقلم مع المتاح وأن نفكر فى خطة سياسية بديلة حديثة ذات ابعاد عميقة -وليس ذلك التفكير السياسي التقليدي – تُراعي أمننا القومي بكل أبعاده من زاوية وطنية بحْتةٍ غِيرةً على الوطن والمواطن وسعيا لرفاهية السكان مواطنين وأجانب و تأخذ فى الحسبان أمْنَنا القومي الغذائي وكل متطلبات الحياة الضرورية بالإعتماد على إمكانياتنا البشرية والجغرافية والاقتصادية وتطوير أساليبنا القديمة بعيدا عن التبعية الاقتصادية والاعتماد على الإستيراد خاصة وأن الله حبانا بموارد اقتصادية وطبيعية متعددة (المعادن،السمك،الثروةالحيوانية ،نهر السنغال حيث التربة خصبة ،المحيط الأطلسيى…). هذا فضلا عن مواردنا البشرية المؤهلة وعدد سكاننا القليل
إن هذه الموارد البشرية والطبيعية والاقتصادية قادرة على إحداث نقلة نوعية فى حياتنا إذا ما وجدت إرادة سياسية صلبة وتخطيطا مُحكما ورؤية سياسية ثاقبة تستشرف المستقبل وتقرأ الواقع وتستفيد من الأزمات الخانقة وتأخذ الحيطة والحذر .
لقد بات من الضروري والمُلِح أن نبدأ بترتيب بيتنا الداخلي ونسعى لتوفير حاجياتنا بأيدينا وعقولنا لا بالإعتماد على الاستيراد والدين وإثقال كاهل النشء ومن فى الأرحام مما قد يظل يؤدى إلى خلل فى ميزاننا التجاري وترهُلا وارتباكا فى دخلنا القومي ،كفانا اعتمادا على الخارج فى ضروريات الحياة من غذاء ودواء وسلاح وكل ماله علاقة بأمننا الوطني.