خلافات تهدد تحالف حركة “إيرا” و حزب “الصواب” الداعم للمرشح بيرام ولد عبيد

موريتانيا اليوم : تحدثت مصادر قريبة من قيادة حزب “الصواب” المعارض ذي الخلفية القومية العروبية عن غيوم كثيفة بدأت تلبد سماء العلاقة بين الحزب وحركة “إيرا” غير المرخصة، المناهضة للعبودية؛ مبرزة أن قادة الحزب مازالوا يحاولون التمسك بهذا التحالف الذي أملاه دعم “الصواب” لزعيم “إيرا” بيرام الداه عبيد خلال ترشحه للنيابيات الأخيرة، ثم تبني ترشحه لرئاسيات يونيو المقبل. وطبقا لذات المصادر فإن التوتر بين “إيرا” و “الصواب” آخذ في التزايد بشكل يصعب على قادة الحزب الاستمرار في محاولة إقناع الرأي العام بعكسه؛ فيما ينتقد عديد أُطر الحزب البارزون موجة التصريحات التي أطلقها، ويطلقها، مرشحهم الرئاسي، بيرام الداه عبيد، عبر وسائل الاعلام ، حيث يركز على وجود “تيار جماهيري جارف” (إيرا) يدعمه في السباق الرئاسي؛ مقابل تقزيم دور حزب “الصواب” الذي تبنى ترشيح بيرام للنيابيات حتى دخل قبة البرلمان، ثم تبنى ترشحه للرئاسيات. ويرى مراقبون متابعون للشأن السياسي في نواكشوط أن بوادر أزمة الثقة بين الطرفين الداعمين للمرشح الرئاسي بيرام الداه عبيد، باتت محصورة في خلاف حول أي الجانبين له فضل على الأخر.. إذ يروج قادة “الصواب” طرحا مؤداه أن زعيم “إيرا” لم يكن ليحلم بدخول الجمعية الوطنية لولا ترشيح الحزب له، حيث يمنع القانون الترشح من خارج الأحزاب السياسية؛ كما أن الأحزاب السياسية الاخرى أظهرت عدم استعدادها للتعامل مع الرجل؛ وفق هذا الطرح. في المقابل يؤكد قياديو ونشطاء حركة “إيرا” إن هذه الأخيرة شكلت طوَّق نجاة لحزب الصواب في وجه خطر الحل الذي طال قرابة 80 تشكيلة حزبية قائمة بفعل قانون الأحزاب الجديد الذي يقضي بسحب ترخيص أي حزب يغيب عن المشاركة في الانتخابات البلدية أو التشريعية خلال استحقاقين متتاليين أو الذي لم يحصل على 1% على الأقل من أصوات الناخبين ؛ معتبرين أن النسبة التي أحرزها الحزب خلال الانتخابات البلدية والتشريعية المشتركة مع “إيرأ” كانت أصوات ناخبي هذه الأخيرة. فبينما يرى الحزب أن له الفضل في دخول رئيس الحركة الإنعتاقية برام ولد الداه إلى البرلمان نائبا بعد ما تعذر ترشحه كمستقل أو تحت يافظة أي حزب آخر مما سبب حرج للحزب وتذمر بعض قواعده الشعبية من تحالفه مع حركة إيرا ترى حركة إيرا أن لها الفضل في إنقاذ حزب الصواب من الحل الذي كان مصير جل الأحزاب السياسية التي تتقاسم معه ضعف القاعدة الشعبية وعدم الحصول على النصاب في نتخابات 2014 ورغم أن رئيس حزب الصواب عبد السلام ولد الحرمة أظهر دوما تمسكه بتحالفه مع الحركة ورئسيها وطالب بترشحه كمرشح رئاسي موحد للمعارضة لم يشفع ذلك له ولا لحزبه حيث كان برام دوما يعتبر تحالف الحركة مع الحزب هو تحالف استفاد منه الحرب على حساب حركته مقللا من أهميته . وكان آخر تصريح في هذا الصدد رد فعل برام المتشنج على تقرير مراسل الحرة الذي اعتبره مرشح عن حزب الصواب فكان رد برام سريعا حيث وصفه بالكذب على الهواء مصرا على أنه كذب وأنه ليس مرشحا عن حزب الصواب فهل باتت العلاقة مابين حزب الصواب والحركة الإنعتاقية شبه منتهية الصلاحية وهل ستستمر حتى نهاية الإنتخابات الرئاسية أم أن الأيام القادمة ستكشف غير ذلك.