رد قوي من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية على تواصل

في الوقت الذي دخلت فيه بلادنا عهدا جديدا من الانسجام والتوافق، مهد لتشاور وطني شامل، لا يستثني أحدا، ولا يتجاوز قضية، وفي الوقت الذي عبرت فيه بلادنا أكبر محنة صحية شهدتها البشرية حتى الآن، بفعل التدبير المحكم لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.

وفي الوقت الذي يحس فيه فقراء الوطن أنهم معنيون قبل غيرهم بثروة بلدهم من خلال تنفيذ البرامج الملامسة لهمومهم عن قرب، وفي الوقت الذي تشهد فيه بلادنا نجاحات دبلوماسية منقطعة النظير، استرجعنا بفضلها مكانة البلاد وألقها الطبيعي مع الأشقاء والأصدقاء عبر العالم، يخرج علينا حزب “تواصل” منفردا، كعادته ببيان ينم عن خلط في الأوراق والحسابات، وكشف لنوايا مبيتة وأجندات لا تخفى على أحد، لمغالطة الرأي العام الوطني، والمحاولة اليائسة لتوجيه بوصلته عن النتائج الباهرة لزيارة فخامة رئيس الجمهورية وضيفه لولاية اترارزة، ووضع الحجر الأساس لبناء واحد من أهم المشاريع الإفريقية المحققة للتكامل بين الجنوب والشمال، وبين دولتين شقيتين وجارين، ظل حلما يراود الأجيال تلو الأجيال.

إن الإنجازات الكبيرة وغير المسبوقة، المتحققة في بلادنا خلال ما يزيد على سنتين من العمل الحكومي الدؤوب، عبر تنفيذ برامج ومشاريع اقتصادية واجتماعية، أبرزها: تقاضي 100 ألف أسرة محدودة الدخل مخصصات شهرية ثابتة، وزيادة معاش المتقاعدين 100%، وزيادة الراتب مع تعميم وزيادة بعض العلاوات لصالح الأطقم التربوية والصحية، ومضاعفة معاش أرامل المتقاعدين، والتأمين الصحي لصالح 100 ألف أسرة موريتانية تعاني الهشاشة، والتكفل ب50% من تكاليف حصص التصفية لمرضى الفشل الكلوي، واستفادتهم كما الأطفال متعددو الإعاقات من تحويلات نقدية شهرية، تمكنهم من مواجهة متطلبات الحياة اليومية، كلها أمور تجعل المشككين خارج دائرة الوعي بما يجري.

لقد كان توفير جو من التهدئة من طرف فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، درسا في مجال تسميد الحياة السياسية الوطنية، ورفدها بكل أسباب الثقة، من أجل وضع أسس قوية للانطلاقة الواثقة نحو المستقبل الزاهر لكل شعبنا، ستنعم فيه أجيالنا بالعيش الكريم، في جو من التلاحم والتكاتف بين كافة المكونات الوطنية، وعلى أساس من العدالة والديمقراطية واحترام الجميع.

إن الحديث عن زيادة في الأسعار ينم عن مستوى من اللعب بمشاعر الناس، أو هو غفلة عن حقيقة أن التضخم في اقتصاديات العالم مسؤول إلى حد كبير عن استشراء هذه الظاهرة، وجميعنا نعرف أن الظاهرة عالمية وتعود في جزء منها إلى تداعيات جائحة كوفيد19.

لقد تجاهل أصحاب البيان كيف اعتمدت إجراءات فعالة، للتخفيف من وقع الوباء وتجاوز آثاره، كما تجاهل استعادة موريتانيا لمكانتها في المنطقة وفي العالم، ولم يجد مناصا من أن يتجاهل حقيقة التفاف الشعب حول قائده وخياراته الاستراتيجية، في الوقت الذي يعبر بذلك عن صدوده عن الأفكار المستوردة، والأجندات والتجارب التي أثبتت فشلها عبر العالم.

لقد برهن الشعب على أنه لم يعد ذلك التبن الذي يحرك، وفق الأجندات التوافقية، والمبادرات السياسية المتجاوزة، والفاقدة للمصداقية والمكشوفة الأهداف المتصلبة على المواقف التقليدية للمعارضة السلبية، من خلا التذبذب والمواقف المتناقضة من أجل خلق موطأ قدم في ساحة لم تعد تعترف إلا بالصادقين الأوفياء.

كان على “تواصل” أن يتساءل أولا عن من وفر للجنة البرلمانية جوا لعملها الرائد، في الوقت الذي كان أفقه مسدودا لأسباب يعرفها الجميع؟!، ومن أطلق يد الهيئات الرقابية الوطنية؟!، ونشر تقارير محكمة الحسابات؟!، وكان عليه أن يتحدث عن النجاحات التي حققتها شركة “اسنيم” بعد التهاوي الذي كاد يعصف بها!!، وكان عليه أن يتحدث عن دعم المزارعين والمزارعين المتضررين جراء الفيضانات!!، ولعله لم يدرك بعد أن فخامة رئيس الجمهورية هو الذي أسقط الديون عن بلادنا وعن غيرها..

فعلا، لقد أحبط خطاب الاستقلال آمالكم، لأنكم تريدونه متهافتا، يبتعد عن الصراحة والمكاشفة، ومجافيا للحقائق على الأرض، وغير متناغم مع متطلبات الشعب وطموحاته، غير مبشر بمستقبل زاهر لهذا الشعب الكريم.. ولكنه كان خطابا يتحدى المتقولين، والمصطادين في مياه الإفك والشائعات، المقتاتين على التحريض والاستفزاز، المتربصين بالوطن وقضاياه الهامة.

إن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، إذ يشجب هذا البيان المتهافت، ليؤكد أن قطار التنمية لن يتوقف، وأن إنجازات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، المكرسة لتعهداته لشعبه ستظل تترى حتى يستوي البناء الوطني الكبير على سوقه.

نواكشوط، 02/12/2021

الأمانة التنفيذية المكلفة بالإعلام