عامان من عمر الجائحة ومنظمة الصحة العالمية لا تزال تدق ناقوس خطر كورونا

أكد مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنه “على الرغم من انخفاض حالات الإصابة والوفيات المبلغ عنها عالميا، ورفع العديد من البلدان القيود، إلا أن الجائحة أبعد ما تكون عن نهايتها، ولن تنتهي في مكان ما حتى تنتهي في كل مكان”.
 
وجاء تصريح تيدروس بمناسبة مرور عامين على إعلان المنظمة عن تصنيف كورنا جائحة، مارس 2020، حيث أصيب منذ ذلك الوقت ما يقرب من 500 مليون شخص بفيروس كورونا، وما تزال المتغيرات الجديدة تشكل تهديدا.
 
وأجرت منظمة الصحة العالمية تقييما بعد ستة أسابيع من الإعلان بأن الفيروس يشكل حالة طوارئ صحية عالمية، عندما كان هناك أقل من 100 حالة إصابة ولم تكن هناك وفيات خارج الصين. وبعد ذلك بعامين، مات أكثر من ستة ملايين شخص.
 
مدير منظمة الصحة العالمية قال خلال حديث مع الصحفيين في جنيف أمس الأربعاء، إن العديد من البلدان في آسيا والمحيط الهادئ تواجه حاليا ارتفاعا في حالات الإصابة والوفيات، مذكرا بأن “الفيروس مستمر في التحور، وما زلنا نواجه عقبات كبيرة في توزيع اللقاحات والاختبارات والعلاجات في كل مكان تشتد حاجة الناس إليها”.
 
وأعرب تيدروس عن قلقه بشأن “التخفيض الكبير” للاختبارات في العديد من البلدان، محذرا من أن “هذا يعيق قدرتنا على معرفة مكان الفيروس وكيفية انتشاره وكيفية تطوره”.
 
رئيسة الفريق التقني المعني بكـوفيد-19، د. ماريا فان كيرخوف، أكد أن الوكالة على دراية بـ”سلالة مؤتلفة” في أوروبا، مضيفة أن هذه “السلالة مزيج من متغيري دلتا وأوميكرون وقد تم اكتشافها في فرنسا وهولندا والدنمارك، ولكن هناك مستويات منخفضة جدا من هذا الاكتشاف”، مشددة أيضا على أهمية الاختبار والتسلسل في جميع أنحاء العالم.
 
وأوضحت الدكتورة ماريا فان كيرخوف أن المتغير الجديد كان متوقعا نظرا للدوران الكبير لكل من أوميكرون ودلتا، مؤكدة أنه حتى الآن، لم يلاحظ العلماء أي تغيير في شدة الإصابة بالمرض مع هذه السلالة، لكن هذه الدراسات ما تزال جارية.
 
وأردفت: “لسوء الحظ، نتوقع أن نرى المؤتلفات لأن هذا ما تفعله الفيروسات، إنها تتغير بمرور الوقت. نحن نشهد مستويات مكثفة من الدوران. هذا الفيروس يصيب الحيوانات مع احتمال أن يصيب الإنسان مرة أخرى”.
 
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أصدر بيانا الأربعاء، دعم من خلاله تقييم مدير منظمة الصحة العالمية، مشددا على أنه سيكون من “الخطأ الفادح” الاعتقاد بأن الفيروس أصبح الآن في “مرآة الرؤية الخلفية” أي أننا تركناه خلفنا وسرنا قدما.
 
وجدد غوتيريش التأكيد على أن توزيع اللقاحات لا يزال “غير متساوٍ بشكل فاضح”، لافتا إلى أن “الشركات المصنعة تنتج 1.5 مليار جرعة شهريا، لكن ما يقرب من ثلاثة مليارات شخص ما زالوا ينتظرون الجرعة الأولى”.
 
وأرجع الأمين العام للأمم المتحدة هذا “الفشل” إلى قرارات السياسة والميزانية التي تعطي الأولوية لصحة الناس في البلدان الغنية، على حساب صحة الناس في البلدان الفقيرة، معتبرا أنه على الرغم من الأزمات العالمية العديدة الأخرى، يتعين على العالم أن يصل إلى الهدف المتمثل في تطعيم 70% من الناس، في جميع البلدان، بحلول منتصف هذا العام.