عاش سوق بلدية السبخة بولاية نواكشوط الغربية خلال الأيام الماضية على وقع أزمة متصاعدة كانت الضرائب عنوانها، فبينما وصف التجار إجراءات البلدية بأنها مضطربة وغير متوازنة، قال عمدة البلدية إن كل إجراءاته قانونية، وهدفها تسهيل عملية جمع الضرائب، ومنع التحايل فيها.
وقد أدت الأزمة إلى إغلاق عدد من المحلات التجارية في السوق المصنف ضمن قائمة أكبر الأسواق في العاصمة نواكشوط.
ضرائب غير متوازنة
المتحدث باسم التجار المتضررين من الضرائب إسلم ولد يحي قال لوكالة الأخبار إن التجار كانو ينتظرون من البلدية إنارة الشوارع وتنظيفها، لكنها فاجأتهم بفرض ضرائب مضطربة وغير متوازنة.
وأكد ولد يحي أن بلدية السبخة كانت تأخذ من التجار ضرائب شهرية تتراوح مابين 500 قديمة إلى 6000، مقسمة بين المحلات التجارية الصغيرة، والمتوسطة، والمستوردين.
وأضاف أن المحلات التجارية الصغيرة كانت تدفع ضريبة شهرية شهرية تتراوح ما بين 500 و1500 أوقية قديمة، مردفا أنهم لاحظوا “أن بعض تلك المحلات تأتيها ضرائب بـ6000 قديمة”، لافتا إلى أن بعض المستوردين يدفع مبالغ لاتتجاوز 2000 إلى 3000 أوقية قديمة، وواصفا الأمر بأنه “مفارقة عجيبة”.
وأشار إلى أن التجار كانو يعتقدون أن المسألة مجرد خطأ فني يمكن تصحيحه، موضحا أنهم قاموا بإرسال رسالة للعمدة لكنهم تفاجأو بإصراره على الموضوع وعدم تجاوبه مع ما وصفهم بمطالبهم المشروعة.
وتابع قائلا: “قمنا بإشعار حاكم المقاطعة بالموضوع وناقشناه معه، ووعدنا بتسوية الموضوع مع العمدة، وتم إرسال رسالة إلى الولاية موقعة من طرف تجار السوق.
وأوضح ولد يحي “أنهم كانو يعتقدون أن الموضوع ستتم تسويته رغم إصرار العمدة إلا أنهم تفاجؤو يوم أمس ببعض عمال البلدية مصحوبين ببعض أفراد الأمن معهم أقفال يطالبون بدفع ضرائب الأشهر 8 التي مضت من السنة، وكل من لم يدفع تلك الضرائب يتم إغلاق محله التجاري”.
وقال ولد يحي “نحن لا نناقش تلك الأشهر الثمانية ولا نتهرب من الضرائب لككنا ضد تلك الزيادة الجنونية التي ظهرت مؤخرا رغم أننا لم نجد لها أي مبرر”.
وتحدث ولد يحي عن إرسال تجار السوق وفدا إلى وزارة الداخلية، حيث التقى الأمين العام للوزارة ووعد بحل المشكلة، مشيرا إلى أن المحلات التجارية التي تم إغلاقها يوم أمس تم فتحها ظهر اليوم بأمر من الوالي، مشددا على أن التجار ما زالو في انتظار حل للمشكلة.
8000 متهرب
عمدة بلدية السبخة بولاية نواكشوط الغربية أبو بكر سوماري المقلب “آكا”
عمدة بلدية السبخة أبو بكر سوماري الملقب “آكا” تحدث عن وجود 8000 متهرب من دفع الضرائب في السوق المركزي في البلدية، لافتا إلى أن القائمة الموجودة لدى البلدية لم تكن تتجاوز 2500، وعندما قامت البلدية بإحصاء جديد تبين أن عددهم 10470.
وأردف العمدة في حديث مع الأخبار أن هذا يعني أن هناك 8000 تاجر لم يكونوا مسجلين لدى البلدية، وكان يتهربون من دفع الضرائب.
وأرجع العمدة ما يعرفه السوق الآن إلى باعة المفروشات بشكل خاص، مؤكدا أنهم من يرفض تسديد ضريبتهم التي لا تتجاوز ثلاثة آلاف أوقية قديمة.
وذكر عمدة بلدية السبخة بقانونية الضرائب التي تفرضها البلدية على المحلات التجارية، مؤكدا أنها تقدر بما بين 500 إلى 6000 أوقية قديمة حسب حجم التجارة.