نظمت جمعية الأطر الموريتانيين خريجي الجامعات والمدارس والمعاهد المغربية، مساء أمس السبت، ندوة بعنوان: “الكفاءات الموريتانية خريجو المملكة المغربية: الموارد البشرية، التطور الاقتصادي، التفاعل الثقافي”.
وافتتحت الندوة بقاعة المحاضرات في مقر جهة نواكشوط، وبحضور السفير المغربي في موريتانيا حميد شبار.
رئيسة الجمعية، الدكتورة تربه بنت عمار، أكدت أن الجمعية انطلقت قبل سنتين، ونظمت عدة أنشطة، بعضها بالتعاون مع المركز الثقافي المغربي، وبعضها بالتعاون مع مؤسسة بيت الشعر، قبل أن تفرض عليها الإجراءات الصحية إبان جائحة كورونا تعليق أنشطتها.

وأضافت بنت عمار أن الجمعية تشترط في عضويتها الحصول على مؤهل من مؤهلات ما بعد الباكلوريا من أي جامعة أو معهد أو مدرسة مغربية.
الأستاذ والباحث أحمد سالم ولد باب رأى في مداخلته أن التأثير الثقافي والعلمي المغربي في النهضة الثقافية التي شهدتها موريتانيا في القرن الثالث عشر الهجري كان جليا، وأنه تواصل في العهد المعاصر بسبب البعثات الطلابية إلى الجامعات المغربية.
وقال ولد باب إن الجامعات المغربية أكسبت الطلبة والمتدربين الموريتانيين مزايا كثيرة، منها التتلمذ على أساتذة يتميزون بالفرادة في تخصصاتهم، ومنها التمكن من مناهج البحث العلمي والقدرة على البناء والتركيب والتفسير والتحليل.

جانب من حضور الندوة
وعدد ولد باب من هذه المزايا إنتاج بحوث علمية توصف بأنها مرجعية ومؤسسة في بابها، كما ساعدتهم على المساهمة في بعث التراث الشنقيطي تحقيقا ونشرا، فضلا عن تكوين وتدريب مئات الأطر في ميادين الفكر والثقافة والاقتصاد والسياسة.
ونبه ولد باب إلى أن الجانب الموريتاني كان له دوره في التأثير أيضا، حين استقبلت محاظره طلبة مغاربة، لا يخفى اليوم تأثرهم بطابع المحظرة المميز، ومنه: الموسوعية، والحفظ، والتمكن من الدرس اللغوي بمختلف مستوياته، وحضور متون المحظرة ومقرراتها في محاضراتهم ودروسهم.
الأستاذ الجامعي والنائب البرلماني، الدكتور عبد السلام ولد حرمه، أكد أن موريتانيا والمغرب بلد واحد لا يمكن التفريق بينهما، لولا حقائق السياسة الماثلة، ومقتضيات السيادة والحوزة الترابية الواقعة.
ودعا ولد حرمه إلى استثمار نقاط القوة الكثيرة في العلاقة بين البلدين، في تحقيق ما يصبوان إليه من تعاون وتنمية، لافتا إلى أن نقاط القوة تلك استطاعت الصمود دائما في وجه العواصف والمطبات التي تعرضت لها العلاقة بينهما.
وانتقد ولد حرمه بشدة استمرار فرض تأشيرة الدخول بين البلدين، قائلا إنه لا يوجد ما يبررها، وأن الإكراهات التي فرضتها في يوم من الأيام لم تعد قائمة.
الوزيرة السابقة السنية بنت سيدي هيبه تحدثت عن دور العلاقات الموريتانية المغربية في تطوير وتنمية الموارد البشرية، مشددة على أن المقاربات الاقتصادية والتنموية الجديدة تعطي الأولوية والأفضلية للموارد البشرية على الموارد الطبيعية.
وأضافت بنت سيدي هيبه أن العلاقات التاريخية الضاربة في جذور التاريخ بين البلدين، والمشتركات العديدة بينهما، ومنها الإطلالة على البوابة الأطلسية، تعطي لهذه العلاقة دفعا ودفئا من شأنه أن يسرع بالوصول إلى الأهداف المنشودة.
السفير المغربي في موريتانيا حميد شبار أكد في مداخلته أن موريتانيا تتربع اليوم على قائمة المستفيدين من منح الوكالة المغربية للتعاون الدولي، مذكرا بأن نواة هذه الوكالة كانت خاصة بموريتانيا.
وعرفت الندوة عدة مداخلات لعدد من الشخصيات كالدكتور عبد الله السيد، والأستاذ محمد جميل منصور، وعضو المكتب التنفيذي للجمعية عبد الله ولد افاه، وغيرهم.