لقد كانت سنوات الثلاث الأخيرة ملأى بالأحداث والأهوال التي شغلت الرأي العام الوطني وحركت من عواطفه وتفكيره.
بداية كانت خطابات رئيس الجمهورية الإنسان المتميز صاحب الأخلاق الحسنة والتجربة المهنية ، كما أن السيرة الذاتية لرئيس الجمهورية كضابط سامي تولى ارقى واسمى الوظائف العسكرية والأمنية، كانت سيرة مثالية لرجل اخلاقي يحترم الأخر مهما كان ضعيفا وهشا لهذا ،ولد انتخاب رئيس الجمهورية حالة من الاطمئنان والأمل لرجل عرف بالفضيلة بعيدا عن التعجرف والقسوة .
لكن مع الشهور الأولى من مأمورية رئيس الجمهورية محمد ولد الغزواني ظهرت كوفيد الذي اربك العالم بأسره ،وقد ظلت ظلاله الكئيبة علينا ، فكانت هناك تأثيرات صعبة على اقتصادنا الوطني وعلى تصديرنا للغاز الذي تأخر! كما أن كوفيد عرض الصحة العمومية للخطر مما عدى إلى تعثر الكثير من البرامج التنموية والاجتماعية.
إن رئيس الجمهورية محمد ولد الغزواني لديه الإرادة لإصلاح موريتانيا قد جسد ذلك في محاربته للفساد والتخفيف من بشاعة الفساد المستشري في مفاصل الإدارة الموريتانية
قال صب تيام رئيس حركة القوى القوى التقدمية في بيان له قبل سنة إن حكم رئيس الجمهورية يتسم بنهج الزوايا حيث الهدوء والاسلوب المرن مع القضايا الحساسة دون تنازل للخصم!
مع أنني اختلف فكريا وسياسيا مع الأخ صبا اتيام إلا أن ماقاله لايخلو من طرافة مع أنه يفتقد للموضوعية ! فلو كان الأخ صمبا تيام منصفا لتحدث عن تجليات خصائص حكم رئيس الجمهورية الذي يبتعد عن الشطط والصِدامية والذي كان فارقة في التاريخ السياسي للدولة الموريتانية دون أن يلبس الأمر لبوسا اثنوغرافيا لا علاقه للأمر به ،إذ خلق رئيس اجماع وطني فريد من نوعه ، و استطاع رئيس الجمهورية بحكمته وبصيرته أن يجمع كل الموريتانيين حول القيم الوطنية المشتركة!
إن نهج رئيس الجمهورية الهادئ والمرن كان استثناء في السياسة الموريتانية التي كان يطغى عليها اللغة السوقية لغة السب والشتم والداعية الكاذبة.
فلم يتعود الموريتانيون على رئيس أخلاقي لا يستغل السلطة للتكبر على الأخرين ،رئيس متواضع يعمل بهدوء بعيدا عن الدعايات الشعبوية .
مع ذلك لاتزال الإدارة تحتاج لإصلاح جذري فلا تزال الوساط تعشعش فيها والمحسوبية والبيروقراطية ، ولاتزال مكاتب الوزراء إلى يومنا هذا مغلقة في وجه المواطنين ولايدخل عليهم إلا صاحب حظوة أو جاه بينما يغلق الباب في وجه الأطر الشباب والمواطنين !
وهذه الوضعية تتنافى مع توجيهات وتعليمات رئيس الجمهورية !
يمكنني القول أن ثلاث سنوات من حكم رئيس الجمهورية كانت سنوات تقدم لهذا البلد فقد تم فيهما الكثير من البناء من خلال اعادة اصلاح الكثير من المحاور الطرقية وبناء طرق حضرية في بعض المدن وكذلك تدشين بعض الجسور والحديث منذ ايام عن انشاء قطار نواكشوط. كما تم بناء الكثير من المدارس والسدود . ناهيك عن العمل الاجتماعي الكبير .
نعم لايزال هناك الكثير للقيام به على جميع الأصعدة ، وخاصة في مجال دعم المساواة في الفرص بين كل الموريتانيين سبيلا نحو بناء دولة العدل والحق والكرامة!
إن فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الغزواني هو افضل من يحكم موريتانيا في هذه الظروف العالمية والاقليمية الاستثنائية.
باباه الشيخ كاتب وباحث