بداية ذكرني قرار هامان بأن السجال انتهى من طرف واحد حكم عليه بذلك ” أراهو اضعف ” ، بالقصة التالية :
في يوم 28نوفمبر 2015 حضر معبود هامان لمباراة في كرة القدم ، والمعروف أن المباراة 90 دقيقة ، فلما أحس بالملل وعدم القدرة على المواصلة ، أمر الحكم بإيقاف المباراة في الدقيقة 65 ، وخرج من الملعب ، فهل صار وقت المباراة 65 دقيقة فيما بعد ؟ الجواب طبعا لا ، فالمباراة باقية كما هي ، وحين تبدأ اللعبة ، فإن القرار الوحيد الذي يملكه الشخص ، هو المشاركة أم عدمها ! أما حين تقرر المشاركة فإن قواعد اللعبة معروفة سلفا ، وهي في حالنا ( الموضوعية في الطرح + الممارسات الماضية + الآفاق المستقبلية ) وأما الوقت فمفتوح ويحتاج طول النفس ، وأما الأدوات فالبرهان والحجة ، وأما الحكم فهو جمهور الموريتانيين المتابعين للشأن العام .
حين تابعت المواضيع التي دون عنها الدكتور الرئيس المدير الرئيس الوزراء السفير المدون والثائر … اعترفت له بخصوصية سنة الاستقالة ، وقدرت له مستواه الأكاديمي ، وثمنت له تجربته الإدارية ، وكان الدافع إلى التعليق على آرائه هو الإحساس بخطورة المساس بالسكينة العامة والأمن العام ، حين ربط بقاء الدولة واستقرارها باسترضاء شخص وحمايته ، تاركا المصلحة الوطنية العامة مقابل مصلحة فرد معين ، وخلال تتبعي لمقالاته لا حظت عليه ما يلي :
أولا : الوقوف ضد التحقيق
ثانيا : شيطنة الطيف السياسي
ثالثا : تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة
رابعا : استرضاء الرئيس الحالي على السابق مع ربط ذلك بالسلم الأهلي والسكينة العامة
خامسا : الاستخفاف بالسلطة التشريعية بإخضاعها لحركة خارجية
سادسا : التدخل في سير القضاء بوصف استدعاء المتهمين باليوم الأسود
سابعا : لغة التهديد المصاحب للرأي بسوء عاقبة الأمور على الجميع
كما استغربت رأيه تفصيلا من عشر نقاط :
١- كيف لرئيس UPR السابق أن يحكم علينا ب”الأخونة” وكأنه غير مدرك للساحة السياسية .
٢- ما هو الوقت المناسب لدعم التحقيق ، إن لم يكن عند تقديم الطلب ؟
٣- كيف ترك أصحاب السوابق أولئك في مفاصل الدولة ؟ حين كان مديرا للديوان ورئيسا للحزب الحاكم ؟
٤- هل كان يريد أن تنتقي اللجنة للتحقيق ملفات مثل بيان لجنة الأهلة ، نتائج امتحانات المدارس ، إحصاء مصالح الرصد الجوي لكمية الأمطار ؟
٥- تقييمه للعداوة البينية بين أقطاب العشرية ، وهو الأكثر دراية بذلك .
٦/ الانزعاج من التحقيق في نسبة قليلة من الملفات ، طلبا للرضى في توسيع التحقيق ، فأي نظام كشفت سوءاته سبع ملفات فهي أكثر انكشافا حين التوسيع .
٧- اقتراحه على القضاء إعادة انتقاء الملفات ، الأمر الذي يخالف قانون التحقيق المعمول به في البلد ، وهو مستوى لم أتوقعه منه من عدم الاطلاع على القانون .
٨- ظهور الروح التصالحية التي تقترب من الاستجداء للصفح من قوي على ” عزيز قوم ذل “، بينما يكون التصالح بين ندين مشتركين في صفة قائمة .
٩- أما الحديث عن الحربائية فهو في محله من مجرب خبر منابع القوم وروافدهم ومصابهم ، وليس لي بفضل الله خبرة في مجال الحربائية ، وأفضل ما سمعت في الاعتذار عنها هو رأي السياسي المعروف #جميل_منصور في أن تلك المهمة لا تتوفر مؤهلات حملها في الجميع ، فالأولى أن تبقى عند حملة لوائها الحاليين .
١٠- أما تزاحم المعارضة على الرئيس فهو يعكس صفة طرأت بعدكم على المكتب الرئاسي ، ضمن تغييرين هامين : أحدهما غلق “بورصة الشمس ” التي كانت هناك ، وثانيهما ارتفاع أسهم حسن الخلق ، مما جعل الكل في طمأنة من ” اكلام المرصة ” .
وخلاصة القول ، في شكل #ضربة_قاضية مؤلمة ، أن ميزة هامان على بقية وزراء فرعون ، أنه مات غريقا في البحر هو الآخر .
النائب : محمد بوي الشيخ محمد فاضل