ما إن غادر رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مدينة وادان التاريخية بعد إشرافه على افتتاح مهرجان مدائن التراث ، حتى بدأ موسم الهجرة من المدينة إلى نواكشوط ، لتصبح في ساعات قليلة خاوية على عروشها بعدما كانت ملء السمع والبصر .
لا صوت في وادان الآن يعلو فوق صوت المغادرة ، إنه السباق إلى نواكشوط …وكأن الجميع يكرر “ويل أمك يالوراني ” ..حتى المعدات المائية التي كان سكان المدينة يعولون عليها في سقايتهم بعد مآت السنين من العطش غادرت المدينة (انظر الصور ) .
مصائب قوم عند قوم فوائد
المنصة الرئيسة للمهرجان ومقاعدها التي أشعلت الحروب بين المسؤولين في الأماسي الافتتاحية للمهرجان بدت خاوية على عروشها هي الأخرى، بل وتحولت لوسيلة تسلية ولهو لأطفال المدينة الذين أصبح من بينهم الحاكم ، والوالي ووزير الثقافة .
محاضرات بلا جمهور
المحاضرات التي كانت مبرمجة في أيام المهرجان لم تجد جمهورا يستمع إليها ما دفع بعض المسؤولين بوزارة الثقافة إلى مناشدة بعض المارة بالجلوس هنيهة أمام المحاضرين لالتقاط صور للتلفزيون الرسمي (انظر الصورة ) .
كل ذلك يؤكد أن هنالك من يريد نقض غزل رئيس الجمهورية ، والعمل عكس إرادته التي عبر عنها في خطابه الافتتاحي بأن لا يتحول المهرجان إلى هدف بحد ذاته، ويتنهي أثره بانتهاء فعالياته.