الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
بناء على ما تمخض عنه لقاء معالي رئيس الوزراء مع المجلس الأعلى الإسلامي ، و القيادات الدينية ، والمجتمع المدني ، والشرائح المجتمعية التقليدية، بتاريخ 19 مارس 2020، حول تداعيات وباء فيروس كرونا ، وتأثيره على دور العبادة .
وبناء على ما تمخضت عنه جلسة المؤتمر الوطني للعلماء ، المنعقدة يوم السبت 21 مارس 2020 للتباحث حول تداعيات و تأثير هذا الوباء المستجد على دور العبادة
فإن المجلس الأعلى الإسلامي يقرر ما يلي :
أولا / دعم الخطط الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للحيلولة دون تسرب هذا الوباء إلى البلاد ، وانتشاره فيها ، وإسهام جميع القيادات الدينية في التوعية الجادة بخطورة هذا الوباء المستجد ، وذلك عبر جميع القنوات الدعوية المتاحة ، وامتثالها النموذجي بتلك التعليمات والاحترازات الصحية ، لإيجاد وإبراز قدوة صالحة للمواطنين .
ثانيا / يؤصل المجلس الأعلى الإسلامي ضرورة الأخذ بتلك الاحترازات الطبية بأدلة صريحة تثبت إمكانية إعداء المريض الصحيح بإذن الله وقدرته التي منها :
ـ النهي عن القدوم إلى البلد الموبوء ، والخروج منه احترازا من الإصابة بالوباء.
ـ الأمر بالفرار من المجذوم مثل الفرار من الأسد .
ـ النهي عن إيراد الممرض على المصح .
وغير ذلك من الأدلة الكثيرة .
ثالثا/ يؤكد المجلس الأعلى الإسلامي على ضرورة اعتماد التوجيهات والاحترازات الطبية في المساجد ، والزوايا ، وأماكن العبادة، من غسل الأيدي، وتعقيمها عند الدخول ، وترك المصافحة ، والمعانقة ، وسرعة الانفضاض بعد أداء الصلوات .
رابعا / تكثيف الدعاء والابتهال والتضرع على وجه العموم ، وفي المساجد والزوايا ، وأماكن العبادة على وجه الخصوص، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر».
خامسا / يؤكد المجلس الأعلى الإسلامي ضرورة التضامن والمواساة بين المواطنين، للمساعدة في تخفيف الآثار الاقتصادية الناجمة عن هذا الوباء في هذه الفترة العصيبة ، التي تستقبل فيها الأمة الإسلامية شهر رمضان المبارك .
والله نسأل أن يحفظ العباد والبلاد ، وأن يجنبنا كل سوء ومكروه ، فهو نعم المولى ونعم النصير .
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
المجلس الأعلى الإسلامي في مالي
الثلاثاء 29 رجب 1441
24 مارس 2020
وكالات